كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد



تابعي مدني ثقة سمع من بن عمر وغيره وقال البخاري طلحة بن عبيد الله بن كريز الكعبي الخزاعي المدني سمع أم الدرداء.
قال أبو عمر:
هذا حديث حسن في فضل شهود ذلك الموقف المبارك وفيه دليل على الترغيب في الحج ومعنى هذا الحديث محفوظ من وجوه كثيرة وفيه دليل على أن كل من شهد تلك المشاهد يغفر الله له إن شاء الله وفيه أن شهود بدر أفضل من كل عمل يعمله الإنسان بعده إلى يوم القيامة نفلا كان أو فرضا لأن هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وفيه الخبر عن حسد إبليس وعداوته لعنه الله وفيه دليل على أن الحسود يجد في ذلة لعدمه ما أوتيه المحسود وأما قوله: "أصغر وأحقر وأغيظ" فمستغن عن التفسير لوضوح معاني ذلك عند العامة والخاصة وأما قوله: "أدحر" فمعناه أبعد من الخير وأهون، والأدحر المطرود المبعد من الخير المهان يقال ادحره عنك أي أطرده وأبعده.
وأما قوله: "يزع الملائكة" فقال أهل اللغة: معنى يزع يكف ويمنع إلا أنها ها هنا بمعنى يعيبهم ويرتبهم للقتال ويصفهم وفيه معنى الكف لأنه يمنعهم عن الكلام من أن يشف بعضهم على بعض ويخرج بعضهم عن بعض في الترتيب قالوا ومنه قول الله عز وجل {وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون} [النمل:17] وقد تكنى العرب بهذه اللفظة عن الموعظة لما فيها من معنى الكف والمنع والردع والزجر قال النابغة الذبياني:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع